Thursday, February 9, 2012

ULUM AL-QURAN

التعريف العلمى القران

يأتي بمعني الجمع والضم والقراءت: ضم الحرف والكالمات بعضها إلى بعض في الترتيل، والقران ـ فى الأصلى ـ كالقراءة مصدر.
قال تعالى :
ـ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ۩ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ۩ (سورة القيامة :١٧-١٨)
أى قراته فهو مصدر على وزن[ فعلان] بالضم,كالغفران والشكران, تقول: قرأته قراء وقراءة وقرانا,بمعنى واحد سمى به المقروء تسمية المفعول بالمصدر وقد خص القران بالكتاب المنزل على محمد صالالله عليه وسلم فصار له كالعلم الشخصى.
وذهب بعض العماء إلى ان لفظ القران غير مهموز الآصل فى الاشتقاق, إما لآنه وضع علما مر تجلا على الكلام المنزل على نبي وليس مشتقا من [ قرأ ] وإما لأنه من قرن الشىء بالشىء إذا ضمه إليه, او من القران لأن اياته يشبت بعضها بغضا فالنون أصلية وهذرأى مرجوح والصواب الاول.
والقران الكريم يتعذرتحديده بالتعريف المطقية ذاتا الأجناس والفصول والخواص, بحيث يكون تعريفه حدا حقيقيا.واحد الحقيقي: هو استحضاره معهودا في الذهن, او مشاهدا باحس,كأن تشير إليه ماكتوبا فى الصحف,او مقروءا باللسان, فتقول هو ما بين ها تاين الدفتين. او تقول: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)
واصطلاحا: يقرب معناه ويميزه عن غيره، فيعرفونه بأنه،كلام الله القديم الأزلى المنزل على محمد صلى ألله عليه وسلم بللفظ والمعنى، المبتعد بتلاوته، المنقول إلينا نقلا متواترا. فالكلام جنس فى التعرف، يشمل كل كلام، وإضافته إلى ألله يجرج كلام غيره من الانس والجن والملاءكه، والمنزل يقرج كلام ألله الذى استأثربه سبحانه : قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (سورة اللكهف: ١٠٩)

أسماء القران وأوصافه
وقد سماه الله بأسماء كشيرة:
١) منها القران: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [سرة الإسراء : ٩]
٢) والكتاب: (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) [الأنبياء : ١٠]
٣) والفرقان: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) [ الفرقان:١]
٤) والذكر: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: ٩]
٥) والتنزيل: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الشعراء: ١٩٢]


أما وصفة فقد وصف الله القران بأوصاف كثيرة كذلك, منها أنه:
• (نور) قال تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا) [النسأء: ١٧٤]
• و(هدى) و(شفأء) و(رحمة) و(موعظة) قال: )يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونوس: ٥٧].
• و(مبارك): )وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) [الآنعام : ٩٢]
• و(مبين): )يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ) [المائدة: ١٥]
• و( بشرى): )قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) [البقرة : ٩٧]
• و(عزيز): )إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ) [فصلت: ٤١]
• و(مجيد): (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ) [ البروج : ٢١]
• و(بشير) و(نذير): (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) [فصلت : ٣-٤]
وكل تسمية أو وصف فهو باعتبار معنى من معانى القران.



الوحى وتعريف

الوحى هوأن يعلم الله تعلى من اصطفاه من عباده كل ماأراد إطلاعه عليه من ألوان الهداية والعلم، ولكن بطريقة سرية خفية غيرمعتادة للبشر .
قال تعالى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ۩ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (سورة الشعراء: ١٩٣-١٩٤)
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (العلق: ١)

إمكان الوحى ووقوعه

ازدهرت الحياة العلمية وبددت أشعتها كل ريبة كانت تسا ور الناس إلى عهد قريب فيما وراء المادة من روح، وآمن العلم المادى الذى وضع جل الكائنات تحت التجربة والاختباربأن هناك عالما غيبيا وراء هذا العالم المشاهد،وقرب هذا بعد الشقة بين التنكرللأديان والإيمان بها مصداقا لقوله تعالى :
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت-٥٣)
وقوله : وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا (الإسراء-٨٥)
ولم يكن رسولنا (ص) أول رسول أوحى إليه ، بل أوحى الله تعالى إلى الرسل قبله بمثل ما أوحى إليه ، قال تعالى :
( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا (١٦٣)وَرُسُلا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) (النساء-١٦٤).
فليس هناك فى نزول الوحى على محمد (ص)ما يدعو إلى العجب ، ولذا أنكر الله على العقلاء هذا فى قوله :
( أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ) ( يونس-٢) .

معنى الوحى

يقال : وحيت إليه وأوحيت : إذا كلمته بما تخفيه عن غيره، والوحى : الإشارة السريعة ،وذلك يكون بالكلام على سبيل الرمزوالتعريض، وقد يكون بصوت مجرد ،وبإشارة الجوارح.
• الإلهام الفطرى لللإنسان ،كالوحى إلى أم موسى: وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ (القصص٧)
• الإلهام الغريزى للحيوان، كالوحى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) (النحل-٦٧)

كيفية وحى الله إلى ملائكته

• أولا: جاء فى القران الكريم ما ينص على كلام الله لملائكة .
قال تعالى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ (البقرة: ٣٠)
وعلى إيحائه إليهم: إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (الانفال: ١٢)
وعلى قيا مهم بتد بير شئون الكون حسب أمرره ، قال تعالى عن ملائكة :
فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (٤)-الذارايات، وقال: فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا(النازعات: ٥)
وهذه النصوص متازرة تدل عالى أن الله يكلم اللائكة دون واسطة بكلام يفهمونه .

• ثانيا : وثبت ألقران الكريم كتب فى اللوح المحفوظ لقوله تعالى : فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (البروج: ٢٢)
كما ثبت إنزاله جملة إلى بيت العزة من السماء الدنيا فى ليلة القدر من شهر رمضان : إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)-القدر , إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣)-الدخان , شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ...(البقرة: ١٨٥)

وقد ذهب العلماء فى كيفيه وحى الله إلى جبريل بالقران إلى مذاهب ، منها:
أن جبريل تلقفة سماعا من الله بلفظه المخصوص، ومنها أن جبريل حفظه من اللوح المحفوظ، ومنها أن جبريل ألقى إليه المعنى، والألفظ لجبريل أولمحمد (ص)،وهذارأى ضعيف . والرأى الأول هو الصواب وعليه أهل السنة .

ونسبة القران إلى الله فى أكثر من آية :
وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (النمل: ٦)
وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (التوبه: ٦)
فالقران الكريم كلام الله بألفطه،لا كلام الجبريل،ولا كلام ممد.
أما الرأى الثانى فلا اعتبارله،اذ ان ثبوت القرأن فى اللوح المحفوظ.
والرأى لثالث أنسب بالسنة،لأنها وحى من الله أوحى الى جبريل ثم الى
محمد(ص) بالمعنى.
كيفية وحى لله الى رسله

الله يوحى الى رسله بواسطة وبغير واسطة.
فالأول :بواسطة جبريل ملك الوحى وسيأتى بياته.
والثانى:وهو الذي لا واسطة فيه.
• الرؤيا الصالحة فى المنام .
• لكلام الإلهى من وراء حجاب بدون واسطة يقظة
• التكلم على الأ صح لرسولنا (ص) ليلة الإ سراء والمعراج .

كيفية وحى الملك إلى الرسول (ص)

الحالة الأولى :- وهى أشدها على الرسول –أن يأ تيه مثل صلصلة الجرس، والصوت القوى.
الحالة الثانية :- أن يتمثل له الملك رجلا ويأتيه فى صورة بشر



الفرق بين القران والحديث القدسي والحديث النبوي

• الحديث النبوي.
1- اللغة: ضد القديم, ويطلق ويراد به كل كلام يتحدث به وينقل ويبلغ الإنسان من جهة السمع أو الوحى أو منامه.
- قال تعالى: ( ومن أصدق من الله حديثا) (النساء: ٨٧)
2- الإصطلاح – ما أضيف إلى النبي (ص) من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.

• الحديث القدسي.
1- القدسي : نسبة إلى القدس تدل على التعظيم لأن مادة الكلمة دالة على التنزيه والتطهير في اللغة.
- قال تعالى : ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) (البقرة: ٣٠)
2- الإصطلاح : هو ما يضيفه النبي (ص) إلى الله تعالى ,أي أن النبي (ص) يرويه غلى أنه من كلام الله , فالرسول راو لكلام الله بلفظه عنده.

▪ الفرق بين القرآن والحديث القدسي :
القرآن الحديث القدسي
1- كلام الله الموحى إلى الرسول بلفظه، وتحدى به العرب فعجزوا عن بمثله. 1- كلام الله إلا أنه لم يقع به تحد ولا إعجاز
2- لا ينسب إلا إلى الله: قال الله تعالى... 2- قد يروى مضافا إلى الله.
3- أن القرآن جميعه منقول إلينا متواترا (قطعي الثبوت) 3- أن الأحاديث القدسية أكثرها أخبار أحد (ظنية الثبوت)
4- القرآن من عند الله لفظا ومعنى 4- الحديث القدسي معناه من الله، ولفظه عند الرسول على الصحيح
5- أن القرأن متعبد بتلاوته 5- الحديث القدسي لا يجزىء فى الصلاة، ويثيب الله على قراءته ثوابا عاما

▪ الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي:
الحديث النبوي الحديث القدسي
1- قسم توفيقي: وهو الذي تلقى الرسول (ص) مضمونة من الوحى فبينه للناس بكلامه 1- الحديث القدسي معناه من عند الله – يلقى إلى الرسول بكيفية من كيفيات الوحى لا على التعيين
2- قسم غير توفيقي: وهو الذي استنبطه الرسول (ص) من فهمه للقرآن لأنه مبين له أو استنبطه بالتأمل والإجتهاد 2- أما ألفاظه فمن عند الرسول (ص) على الراجح ,ونسبته إلى الله تعالى نسبة لمضمونة لا نسبة لألفاظه



الإعجاز القران

بحث هذا الموضوع أغلب المفسرين في مقدماتهم، فذكر شيئا من إعجاز القران البلاغي ابن جرير الطبري، وأورد الماوردي، ثمانية من وجوه الإعجاز في القران، ثم ابن عطية، فالقرطبي الذي فصل القول، ثم ابن جزي، فأبو حيان.
أنزل الله تعالى الحكيم، كتابه العظيم، بلسان عربي مبين، على قوم كانوا رؤساء صناعة الخطاب والبلاغة، وقيل: الشعر والفصاحة، ودعاهم إلى الإيمان به، وبين لهم من أرسل إليهم وهو محمد (ص) أن حجته على حقيقة نبوته، ودليله على صدق دعوته، ما أتاهم به من البيان والحكمة والفرقان، بلسانهم ووفق منطقهم وبيانهم، وتحداهم أن يأتوا بمثل سورة من سورة، فكانوا من هذا التحدي عجزة ومن القدرة عليه نقصه، قأقروا بالعجز، وأزعنوا له بالتصديق، وإن تجاهل نفر من المستكبرين، وظنوا أن بمقدورهم الإتيان بمثله، وحاولوا فجاؤوا بما دل على ضعف عقولهم، وسفاهة أحلامهم، وفر بعضهم إلى القتال، ورضي بسفك الدماء عجزا عن المعارضة، وبقي الكتاب معجزا، وظل التحدي قائما، وبقي الفصحاء والبلغاء عاجزون.

تعريف المعجزة:
عرف القرطبي المعجزة بأنها واحدة معجزات الأنبياء الدالة على صدقهم صلوات الله عليهم، وسميت معجزة لأن البشر يعجزون عن الإتيان بمثلها. الإعجاز مصدر أعجز، ومعناه: إثبات العجز.

مقدمة
أ- الإعجاز
ب- تعريف المعجزة
جـ- شروط المعجزة
د- الفرق بين المعجزة والكرامة والسحر
هـ -تنوع المعجزة وحكمته (القسم الأول: المعجزات الحسية -القسم الثاني: المعجزات العقلية)
و- تحدي القرآن للعرب وبيان عجزهم

أ- الإعجاز
الإعجاز: إثبات العجز، والعجز: ضد القدرة، وهو القصور عن فعل الشيء.

ب- تعريف المعجزة
هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة. يظهر على يد مدعي النبوة موافقاً لدعواه.
ج- شروط المعجزة
١- أن تكون المعجزة خارقة للعادة غير ما اعتاد عليه الناس من سنن الكون والظواهر الطبيعية.
٢- أن تكون المعجزة مقرونة بالتحدي للمكذبين أو الشاكين.
٣- أن تكون المعجزة سالمة عن المعارضة، فمتى أمكن أن يعارض هذا الأمر ويأتي بمثله، بطل أن تكون معجزة.

د-الفرق بين المعجزة والكرامة والسحر
قد يكرم الله تعالى بعض أوليائه من المتقين الأبرار بأمر خارق يجريه له، ويسمى ذلك: الكرامة.
وثمة فرق شاسع بين المعجزة والكرامة ، لأن الكرامة لا يدعي صاحبها النبوة، وإنما تظهر على يده لصدقه في إتباع النبي. لأن هؤلاء الأبرار ما كانت تقع لهم هذه الخوارق لولا اعتصامهم بالاتباع الحق للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا يبين لنا أن شرط الكرامة للولي صدق الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم، لكن ليس من شرطه العصمة ، فان الولي قد يقع في المعصية، أما الأنبياء فقد عصمهم الله تعالى.
أما السحر فهو أبعد شيء عن المعجزة أو الكرامة، وان كان قد يقع فيه غرابة وعجائب، لكنه يفترق عن المعجزة والكرامة من أوجه كثيرة تظهر في شخص الساحر وفي عمل السحر.

فمما يفترق به الساحر عن الولي:
١- ركوب متن الفسق والعصيان.
٢- الطاعة للشيطان.
٣- التقرب إلى الشياطين بالكفر والجناية والمعاصي.
٤- الساحر أكذب الناس وأشدهم شراً.

وأما عمل السحر فقد يكون مستغربا طريفا، لكنه لا يخرج عن طاقة الإنس والجن والحيوان، كالطيران في الهواء مثلا، بل هو أمر مقدور عليه لأنه يترتب على أسباب إذا عرفها أحد وتعاطاها صنع مثلها أو أقوى منها.
لذلك ما أن نواجه السحر بالحقيقة حتى يذهب سدى، {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} (طه: ٦٩)
ومن هنا خضع السحرة لسيدنا موسى عليه السلام، لأنهم وهم أعرف الناس بالسحر، كانوا أكثر الناس يقينا بحقية معجزته، وصدق نبوته، فما وسعهم أمام جلال المعجزة الإلهية إلا أن خروا سجدا وقالوا: {آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} (طه: ٧٠)

هـ- تنوع المعجزة وحكمته
تنقسم المعجزة إلى قسمين:

القسم الأول:
المعجزات الحسية:
مثل: معجزة الإسراء والمعراج ، وإنشقاق القمر، ونبع الماء من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم، تكثير الطعام القليل

القسم الثاني:
المعجزات العقلية:
مثل الإخبار عن المغيَّبات، والقرآن الكريم.
وقد جرت سنة الله تعالى كما قضت حكمته أن يجعل معجزة كل نبي مشاكلة لما يتقن قومه ويتفوقون فيه. ولما كان الغرب قوم بيان ولسان وبلاغة، كانت معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الكبرى هي: القرآن الكريم.

و- تحدي القرآن للعرب وبيان عجزهم.
١- لقد تحدى الله العرب -وهم أهل الفصاحة- بل العالم بالقرآن كله على رؤوس الأشهاد في كل جيل بأن يأتوا بمثله، فقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} (الطور: ٣٣-٣٤)
وقال تعالى: {قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: ٨٨]. فعجزوا عن الإتيان بمثله.
٢- ولما كبلهم العجز عن هذا، فلم يفعلوا ما تحداهم، فجاءهم بتخفيف التحدي، فتحداهم بعشر سور، فقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (هود: ١٣-١٤)
٣- ثم أرخى لهم حبل التحدي ، ووسع لهم غاية التوسعة فتحداهم أن يأتوا بسورة واحدة، أي سورة ولو من قصار السور، فقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (يونس: ٣٨)



المكي والمدني وعلامات كل منها

عناية العماء بالمكي والمدني ، وأمثلة على ذلك، وفوائده قد عنى بتحقيق المكي عناية فا ئقة فتتبعوا القران آية وسورة سورة، لترتيبها وفق نزولها، مراعين فى ذلك الزمان والمكان والخطاب، وهو شان علمائنا فى تناولهم لمباحث القران الأخرى.

- واهم الأنواع فى هذا البيت:
* ما نزل بالمكة – أن المكي اثنتان وثمانون سورة ( وأن سوى ذلك السورة مكى)
* مانزل بالمدينة – أن المدني عشرون سورة ( البقرة ، آل عمران, النساء, المائدة, الأنفال, التوبة,النور, الأحزاب, محمد, الفتح, الحجرات, الحديد, المجادلة, الحشر, الممتحنة, الجمعة, المنافقون, الطلاق, التتحريم, النصر )
* مااختلف فيه – اثنتا عشر سورة ( الفاتحة, الرعد, الرحمن, الصف, التغابن, المطففين, القدر, البينة , الزلزلة, الإخلاص, الفلق, الناس).
* الأية المكية فى السور المدينة – قد يكون فى المكية بعض آيات مدينة, وفى المدينة بعض آيات المكية, ولكنه وصف أغلبى حسب أكثر أياتها ( التسمية: سورة كذا مكية إلا أية كذا فإنها مدينة)

وسورة كذا مدينة إلا آية كذا فإنها مكية
أمثلة : سورة الأنفال فهي مدينة, واستثنى منها كثير من العلماء من قوله تعالى : وإذ يمكربك الذين كفروا ليثبتوك.... والله خير الماكرين. (سورة الأنفال )
* الآيات المدينة فى سورة المكية.
أمثلة : سورة الحج، فإنه مكية سوى ثلاث آيات نزلت بالمدينة – (هذان خصمان اختصموا فى ربهم.........ولهم مقامع من حديد).
* مانزل بمكة وحكمه مدنى
أمثلة : سورة الفتح، فإنها نزلت بمكة يوم الفتح, وهي مدينة لأنها بعد الهجرة، والخطاب فيها عام. كان العلماء يقولون فيه : مانزل بمكة وحكمه مدنى.
* مانزل بالمدينة وحكمه مكي
أمثلة : سورة اللممتحنة، فإنها نزلت بالمدينة, فهي مدينة باعتبار المكان، ولكن الخطاب فى ثناياها توجه إلى مشركى أهل مكة.
* مايشبه نزول المكى فى المدنى : ماكان فى السور المدينة من أيات جاء أسلوبها فى خصانصه وطابعه العام على نمط السور المكية
أمثلة : سورة الأنفال، فإنها مدينة ( وإذا قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم......٣٢ ) فإن استعجالهم كان مكة.
* مايشبه نزول المدنى فى المكى : فيعنى العلماء به ما يقابل السابق.
أمثلة : (سورة النجم: ٣٢) ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم )
قال السيوطى : فإن الفواحش كل ذنب فيه حد، والكبائر كل ذنب عاقبته النار ، واللم ما بين الحدين من الذوب، ولم يكن بمكة حد ولا نحوه.
* ما حمل من مكة إلى مدينة
أمثلة : سوورة الأعلى ( سبح اسم ربك الأعلى)
* ما حمل من مدينة إلى مكة
أمثلة : أول سورة التوبة ( براءة )
* مانزل ليلا وما نزل نهارا : فأكثير القرءان نزل نهارا، أما مانزل بالليل فقد تتبعه أبو القاسم الحسن بن حجر بن حبيب النيسابورى.
أمثلته : آخر سورة آل عمران.
* ما نزل صيفا وما نزل شتاء : ويمثل العلماء لما نزل صيفا بآية اكلالة التى فى آخر سورة النساء.
ويمثلون للشتانى بآيات حديث الإفك فى السورة النور (۱۱-٢٦), ففى الصحيح عن عائشة. ( أنها نزلت فى يوم شاك )
* مانزل فى الحضر وما نزل فى السفر : فأكثير القرءان نزل فى الحضر.
- ما نزل فى السفر : أول سورة الحج (۱-٢)، قد أخرج الترمذى والحاكم عن عمران بن حصين.

فوائد العلم بالمكي والمدنى
فوائد العلم بالمكى والمدنى ثلاثة وهي :-
- الاستعانة به فى تفسير القرءان
- تذوق أساليب القرءان والاستتفادة منها فى أسلوب الدعوة إلى الله
- الوقوف على سيرة النبوية من خلال الآيات القرأنية.

معرفة المكى والمدني وبيان الفرق بينهوما
المنهج السماعى النقلى : يستند الى الرواية الصحيحة من الصحابة الذين عاصروا الوحى, وشاهدوا نزوله, او عن التبعين الذين نقلوا عن الصحابة وسمعوا منهم كيفية النزول ومواقعة واحداثه.
المنهج القياسى الإجتهادى : يستند غلى خصائص المكى وخصائص المدني, فإذا ورد في السورة المكية آية تحمل طابع التنزيل المدنى او تتضمن شيئا من حوادثه, قالوا إنها مدنية.
- قال الجعبرى: والنقل والعقل هما طريقا المعرفة السليمة والتحقيق العلمى.
الفرق بين المكى والمدني

المدنى المكى اصطلاحية
ما نزل بعد الهجرة وان كان بغير مدنى ما نزل قبل الهجرة وان كان بغير مكى إعتبار زمن النزول
ما نزل بالمدنية وما جاور ها كأحد وقباء وسلع ما نزل بمكة وما جاورها كمنى وعرفات والحديبية إعتبار مكان النزول
ماكن خطابا لأهل المدينة
(يا أيها الذين ءامنوا) ماكن خطابا لأهل مكة
(يا أيها الناس) إعتبار المخاطب

ضوا بط المكى والمدنى ومميز اتهما الموضوعية
ناحية الضوابط
المدنى المكى
كل سورة فيها فريضة أو حد يعنى تشريعا كل سورة فيها لفظ (كلا)
كل سورة فيها ذكر المنافقين كل سورة فيها لفظ سجدة
كل سورة فيها مجادلة اهل الكتاب كل سورة فيها لفظ (يا أيها الناس) إلا سورة الحج (يا أيها الذين ءامنوا اركعوا واسجدوا)
كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الغابرة سوى البقرة
كل سورة تفتتح بحروف الهجاء : (ألم، كهيعص، حم، المر)
كل سورة ذكرت فيها قصة أدم وإبليس سوى البقرة.

ناحية المميزات الموضوعية
-المكى: أمتازت السور المكية بادعوة إلى التوحيد وعبادة الله, وإثبات الرسلة البعث والجزاء, وذكر القيامة والنار والجنة, ومجادلة المشركين بالحجة القاطعة والأدلة الواقعة ووضع الأسس العامة للتشريع والفضانل والأخلاق وفضح جرانم المشركين, وذكر قصص الأنبياء والأمم السابقة,وتسلية ترسول الله (ص) حت يصبر على أذهم, وقصر الفواصل (الأيات), ويكثر من تأكيد المعنى بالقسم الكثير, وقصر السور إلاالقليل. إن هذه العلامات والمميزات أغلبية.
-المدنى: بيان العبادات والمعاملات والحدود. ونظام الأسرة والمواريث, وفضل الجهاد. والصلات الللإجتماعية, والعلاقات الدولية فى السلم والحرب, وقواعد الحكم, ووسائل التشريع, ومخاطبة اهل الكتاب من اليهود والنصارى, ودعوتهم إلى الإسلام, وتحليل نفسية المنافقين وإزاحة الستار عن خباياهم وبيان خطر هم على الدين, وطول السور والآيات فى أسلوب يقرر الشريعة ويوضح مراميها وأهدافها. أن هذه الضوابط علامات والمميزات أغلبية لا حتمية.

معرفة أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل منه

فأول ما نزل :
۱) أصح الأقوال أن أول ما نزل على الإطلاق هو قوله تعالى :
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢)اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (٣)الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤)عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥) (العلق: ۱-٥)
▫دليل: ما رواه الشيخان وغيرهما عن عائشة رضى الله عنهما :
...فكان يأتي حراء فيتحنث فيه الليالى ذوات العدد...فجاءه الملك فيه قال رسول الله (ص) : (فقلت : ما أنا بقارئ , فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد ,ثم أرسلني فقال :اقرأ,فقلت : ما أنا بقارئ , فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلنى ,فقال : اقرأ,فقلت: ما أنا بقارئ , فغطني الثالثة حتى بلغ منى الجهد ,ثم أرسلني فقال :( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)) –العلق 1- حتى بلغ- (مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥), فرجع بها الرسول الله (ص) ترجف بواده.....الحديث.

٢) وقيل إن أول ما نزل هو قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ( (١)
▫ دليل : رواه الشيخان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال :سألت جابر عن عبد الله – رضي الله عنهما- أي القرأن أنزل قبل ؟ قال: يآيها المدثر.قلت :أو إقرأ باسم ربك؟قال:أحدثكم ما حدثنا به رسول الله (ص) قال: إني جاورت بحراء,فلما قضيت جوارى نزلت فاستبطنت الوادى,فنظرت أمامي وخلفي وعن يمينى وشمالى,ثم نظرت إلى السماء,فإذا هو –يعنى جبريل- فأخذتنى رجفة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثرونى,فأنزل الله : يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١)قُمْ فَأَنْذِرْ (٢)إلى آخر السورة.
- وأجيب عن حديث جابر بأن السؤال كان عن نزول سورة كاملة,فبين جابر أن سورة المدثر نزلت بكمالها قبل نزول تمام سورة إقرأ,فإن أول ما نزل منها صدرها.

٣) وقيل : إن أول ما نزل هو سورة (الفاتحة)، ولعل المراد أول سورة كاملة.

٤)وقيل :( بسم الله الرحمن الرحيم ).والبسملة تنزل صدرا لكل سورة,ودليل هذين أحاديث مرسلة.والقول الأول المؤيد بحديث عائشة هو الراجح المشهور.
▫دليل : وقد ذكر الزركشى فى (البرهان) حديث عائشة الذى نص على أن أول ما نزل : يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١)قُمْ فَأَنْذِرْ (٢):
قال رسول الله (ص): بينا أنا أمشى سمعت صوتا من السماء ,فرفعت رأسى,فإذا الملك الذي جاءنى بحراء جالس على الكرسي بين السماء والأرض,فزعت منه فرجعت,فقلت :زملونى,فأنزل الله تبارك وتعالى : يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١)قُمْ فَأَنْذِرْ (٢)
♦ أخبر في هذا الحديث عن مالك الذي جاءه بحراء قبل هذه المرة ,وأخبر في حديث عائشة أن نزول (إقراء) كان فى غار حراء ,وهو أول الوحى,ثم فتر بعد ذلك..فعلم أن (إقراء) أول ما نزل مطلقا,وأن سورة المدثر بعده.

آخر ما نزل :
۱) قيل : آخر ما نزل آية الربا
▫ دليل: لما أخرجه البخارى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: آخر آية نزلت آية الربا.
قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا (البقرة: ٢٧٨)

٢) وقيل : آخر ما نزل من القرآن.
قوله تعالى:(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ(البقرة:٢٨١)
▫ دليل : لما رواه النسائى وغيره عن ابن عباس وسعيد بن جبير:آخر شيء نزل من القرآن : وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ .

٣) وقيل : آخر ما نزل آية الدين.
قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ... (٢٨٢)
▫ دليل : روى عن سعيد بن المسيب :أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين.
♦ ويجمع بين الروايات الثلاث بأن هذه الأيات نزلت دفعة كترتيبها فى المصحف
: آية الربا,فآية (وَاتَّقُوا يَوْمًا ) ,فآية الدين ,لأنها فى قصة واحدة..فأخبر كل راو عن بعض ما نزل بأنه آخر,وذلك صحيح, وبهذا لايقع التنافى بينهما.

٤) وقيل :آخر ما نزل آية الكلالة.
▫ دليل : كما روى الشيخان ,حملت الآخرية هنا فى قول البراء على أنها مقيدة بما يتعلق بالموارث.

٥) وقيل : آخر ما نزل قوله تعالى : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) إلى آخر السورة.
- ففى (المستدرك) عن أبى بن كعب :آخر آية نزلت: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ..(١٢٨)-التوبة إلى آخر السورة,وحمل هذا على أنها آخر ما نزل من سورة لراءة.
▫ دليل : رواه مسلم عن ابن عباس ,ويحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي (ص) كما فهم بعض الصحابة منها ذلك,أو أنها آخر ما نزل من السور.

٦) وقيل : آخير ما نزل سورة المائدة : (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٢٠).
▫ دليل : رواه الترميزي والحاكم فى ذلك عن عائشة رضى الله عنها وأجيب :بأن المراد أنها آخر سورة نزلت فى الحلال والحرام ,فلم تنسخ فيها أحكام.

٧) وقيل : آخير ما نزل قوله تعالى :( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ... (ال عمران: ١٩٥)
▫ دليل : لما أخرجه ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة أنها قالت :آخر آية نزلت هذه الآية : (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ ..إلى آخرها .

٨) وقيل : آخر ما نزل آية : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (النساء: ٩٣)
▫ دليل : لما أخرجه البخارى وغيره عن ابن عباس قال :هذه الآية :( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ )هي آخر ما نزل ,وما نسخها شيء ,والتعبير بقوله (وما نسخها شيء ) يدل على أنها آخر ما نزل فى حكم قتل المؤمن عمدا.

٩) وعن ابن عباس قال : آخر سورة نزلت : (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)
▫ هذه الآقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي (ص) ,وكل قال بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن.
♦ أما قوله تعالى : ...الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا ...(المائدة: ٣)
- هذه الأية نزلت بعرفة عام حجة الوداع,ويدل ظاهرها على إكمال الفرائض والأحكام,وقد سبقت الإشارة إلى ما روى فى نزول آية الربا,الدين,الملالة ةغيرها.
- لذا حمل كثير من العلماء إكمال الدين فى هذه الأية على أن الله أتم عليهم نعمته بتمكينهم من البلد الحرام وإجلاء المشركين عنه,أو حجهم وحدهم دون أن يشاركهم فى البيت الحرام أحد من المشركين.


♦ الأسباب التي أكثر الخلاف في آخر ما نزل,كما قال القاضي أبو بكر الباقلاني فى الإنتصار):
- هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي (ص) .
- أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن.
- أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه عن النبي (ص) فى اليوم الذى مات فيه أو قبل مرضه بقليل.

أوائل موضوعية

۱) أول ما نزل فى الأطعمة
- فأول آية نزلت بمكة آية الأنعام : (قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنعام: ١٤٥)
- ثم آية النحل : (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (١١٤)إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٥)
- ثم آية البقرة : (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٧٣)
- ثم آية المائدة : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣)

٢) أول ما نزل فى الأشربة
- أول آية نزلت فى الخمر آية البقرة : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (٢١٩)
- ثم آية المائدة : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠)إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (٩١)
- عن ابن عمر قال: نزل فى الخمر ثلاث آيات,فأول شيء : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (البقرة: ٢١٩)
- فقيل : حرمت الخمر,فقالوا: لا رسول الله ,دعنا ننتفع بها كما قال الله.فسكت عنهم.ثم نزلت هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ... (النساء: ٤٣)
- فقال رسول الله (ص) : (حرمت الخمر).فقالوا:يا رسول الله,لا نشربها قرب الصلاة.فسكت عنهم.ثم نزلت: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة: ٩٠) .فقال رسول الله (ص): حرمت الخمر.

٣) أول ما نزل فى القتال.
- عن ابن عباس قال: أول آية نزلت فى القتال:( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (الحج: ٣٩)

فوائد هذا المبحث

١) بيان العناية التى حظى بها القرآن الكريم,صيانة له وضبطا لآياته.
قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر: ٩)
٢) إدراك أسرار التشريع الإسلامى فى تاريخ مصدره الأصيل.
فإن آيات القرآن الكريم عالجت النفس البشرية بهداية السماء.
٣) تمييز النلسخ عت المنسوخ.



خاتمة
الرجوع:

١) علوم القران من خلال مقدمات التفاسير، مؤلف: الدكتور محمد صفاء شيخ إبراهيم حقي، الطبعة الأولى: ١٤١٥ه -٢٠٠٤م

٢) القواعد الأساسية في علوم القرآن، مؤلف: السيد محمد بن علوي الملكي الحسني، المصدر الطبعة الثانية ١٤١٢ھ.

٣) فنون الافنان فى عيون علوم القرأن، أبي الفرح جمل الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد ابي الجوزي

No comments:

IN THE NAME OF ALLAH THE MOST GREATEST AND THE MOST MERCIFUL..

IN THE NAME OF ALLAH THE MOST GREATEST AND THE MOST MERCIFUL..

KUIN...

My photo
aLOr sTar,, kEdaH.., Malaysia
HADITH:: Rasulullah s.a.w bersabda yang maksudnya:”Jadikanlah dirimu orang alim (berilmu) atau orang yang menuntut ilmu atau orang yang selalu mendengar pengajaran atau orang yang mencintai (tiga golongan yang tersebut) dan janganlah engkau menjadi dari golongan yang kelima, yang dengan sebabnya engkau akan binasa.” Riwayat al-Bazzar

QUraNiC gEneS...

QUraNiC gEneS...